الدماغ والسيطرة الدينية في العراق
إن محاولة الاديان بشكل عام و رجال الدين بشكل خاص التفكير عن البشر و تحديد اسلوب حياتهم وتفاصيلها الدقيقة عبر مجموعة كبيرة من التعليمات والإرشادات و ربطها بالقداسة هي الخطوة الأولى لتثبيط القدرة الدماغية على التفكير والمحاكمة والإستنتاج ، فالايمان والتسليم أسهل على الدماغ من التفكير و النقد و المحاكمة المنطقية وللأسف هذا الاسلوب هو اسلوب دفاعي من الدماغ فحسب علم الاعصاب فإن دماغ الانسان مبني للأسف على الكسل وهذا الكسل لا يجعله راغباً بالعمل لذلك لن يعمل الدماغ اذا كان لديه من فائض الغذاء وحيز كاف للعيش .
بشرح اكثر لهذه النقطة ، إن 25 % من طاقة جسمنا تذهب لتغذية الدماغ في وضعه النشط ، طبعاً هذا استهلاك هائل للطاقة ولا يمكن لأي عضو تحمله لفترة طويلة... لهذا السبب يمكن أن نقول أن العلماء بالرغم من عدم قيامهم بأي مجهود عضلي يقومون باستهلاك كمية من الطاقة تعادل ما يستهلكة الرياضيون المحترفون من الطاقة خلال قيامهم بالألعاب الشاقة .
بالتالي ما إن يكف الشخص عن هذا المجهود العقلي ويبدأ حياة الأكل والتكاثر والكسل والنوم والمتع حتى يخفض الدماغ استهلاك الطاقة الى 9% من مجمل استهلاك طاقة الجسم إذاً الفرق في استهلاك الطاقة بين الخمول والتفكير حوالي 15% وفي سياق التطوري الطويل تكونت لدى الإنسان آلية دفاع أو حماية للدماغ من فرط الطاقة الزائدة وذلك عبر دعم الجسم للكسل والبطالة بواسطة الية خاصة يمكن أن يسميها العلم اصطلاحاً بالمخدرات الداخلية وهنا تطرح مواد ذاتية المنشأ قوية التأثير توجد داخل االدماغ هي المواد المخدرة الافيونية والأكسيتوسينية والأندروفينية .
بالتالي كلما قلل الإنسان من توتير دماغه ازداد فرز المخدرات الداخلية ذاتية المنشأ في الحقيقة الامر فان جميع المؤمنين بمسلمات ما دون عناء البحث والنقد العقلي يمكن تصنيفهم على انهم مدمني تلك المخدرات الداخلية التي ينتجها الدماغ ذاته كي لا يجهد نفسه بل يكتفي بتنفيذ مجموعة من القواعد والشروط وكلما زاد عدد الشروط والقواعد الايمانية والعملية البسيطة التي ينفذها الانسان قل اجهاد دماغه وقل استهلاك طاقة جسمه وزاد تلقي المخدرات الداخلية ذاتية المنشأ.
لذلك يمكن أن نقول أن التسليم والإيمان أسهل على الإنسان من التفكير والنقد والتحليل بالتالي إن إمداد البشر بمجموعة من القواعد والشروط و التفاصيل والطقوس التي قد تحتوي معنى أو لا تحتوي معنى واغراقهم بها هو عملية إراحة لدماغهم تلك العمليات المجهدة .
بالتالي يمكن أن نقول أن هذه التعاليم الموسومة بصفة القداسة التي يتقبلها الدماغ بكل بساطة كنوع من الحماية من فرط الطاقة الزائدة هي أسهل الطرق بالنسبة لرجال الدين لتدجين الإنسان في إطار الجماعة وسلب حرية التقرير منهم الناتجة عن عملية التفكير بالتالي تشكل التعاليم الدينية اسهل وسيلة من أجل سيطرة رجال الدين على البشر وتحويلهم إلى أداة بيد السلطة التي يخدومونها .
المرجعية العلمية :
الدكتور سيرغي فياتشيسلافوفيتش سافيلييف ، عالم روسي، تطوري ، وعالم أحياء عصبية ودكتور في العلوم البيولوجية، كما أنه أستاذ علم الأحياء، ورئيس مختبر تطور الجهاز العصبي بالأكاديمية الروسية للعلوم و يعرف بكونه صاحب نظرية الفرز الدماغي.
بقلم : أمجد سيجري