الملحدون يفضلون عدم المجاهرة بقناعاتهم الدينية في العراق

مارس 30, 2021 - 10:17
 1.4الف
الملحدون يفضلون عدم المجاهرة بقناعاتهم الدينية في العراق

الملحدون يفضلون عدم المجاهرة بقناعاتهم الدينية في العراق

أعرب فادي، الذي يبلغ من العمر 23 عاما ويدرس بكلية الطب في بغداد عن خشيته من التعرض إلى القتل إذا تم اكتشاف أنه ملحد حيث كان كثير التوتر وهو يلقي نظرات خاطفة بين زبائن المقهى للتأكد من ان لا أحد يراقبه ويستمع إلى ما يقوله. قال فادي: "إذا تم اكتشافي سأتعرض للقتل. والخطر قد يصل أيضًا الى أسرتي، رغم أن أياً منهم لا يعلم أنني لا أؤمن بوجود الله".

وفادي هو اسم مستعار لشاب يعتقد أن الأديان اختراعات بشرية ولتجنب استهدافه من قبل المليشيات أو الشرطة، فهو يقوم بحذف جميع عمليات البحث التي يقوم بها على جهاز الكمبيوتر أو هاتفه المحمول

ويعتبر الإسلام دين الدولة في العراق، إضافة إلى وجود أقلية مسيحية، حسب الخبير القانوني علي التميمي هناك مجتمع صغير ولكنه متزايد من الملحدين في العراق. فصفحة "اللاأدريون والملحدون في العراق" تضم أكثر من 13 ألف معجب و17 ألف متابع.

منذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003 شهدت العراق هيمنة شيعية واضحة حيث أصبحت المنظمات والاحزاب الشيعية تسيطر على حقائب وزارية رئيسية كوزارة الداخلية. وخلال السنوات الأخيرة خاضت العراق معارك ضارية مع ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية الذي تمكن في وقت سابق من السيطرة على مساحات واسعة من العراق، وقد كان رد عشرات الجماعات شبه العسكرية الشيعية التي تدعمها إيران بشكل أساسي حاسما لهزيمة التنظيم المتطرف في 2017.

"هل سمعت يوما عن تشكيل الملحدين لميليشيا؟" يتساءل داروين، طالب الهندسة، الذي يبلغ من العمر 21 عاما، مضيفا أن تشكيل الميليشيات والفرق يقتصر على الجماعات التي لديها دين، مضيفا أن نظام صدام استهدف المعارضين عموما والأكراد على وجه الخصوص إضافة إلى أعضاء حزب الدعوة الإسلامي المدعوم من إيران.

وأشار داروين، الذي نشأ وسط عائلة شيعية متدينة في مدينة النجف إلى مشاركة أفكاره حول العلم والدين عبر موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي تحت اسم مستعار حيث أوضح: "تعودنا أن نتحدث عن قضايا مختلفة وأن نتبادل المعلومات"، لمنه اضطر إلى حذف هذه الصفحة منذ حوالي عام خشية اكتشاف أمره وتعرضه إلى مضايقات.

وقامت السلطات العراقية بالتضييق على مجتمع الملحدين الصغير حيث اعتقلت الشرطة في أكتوبر-تشرين الأول إحسان موسى، صاحب مكتبة في جنوب العراق وقد وجهت له تهمة بيع الأعمال التي شجعت القراء على رفض الإسلام، وفقا لتقارير وسائل الإعلام المحلية. وقد تمّ إطلاق سراحه في وقت لاحق بعد تعهده بعدم بيع كتب مخالفة.

من جهته يشعر المفكر والباحث الإسلامي غالب الشهبندر بالقلق من تزايد أعداد الملحدين حيث يؤكد: "موجة الإلحاد ستهزم العراق بسبب الممارسات الخاطئة للأحزاب الإسلامية، لقد أجبروا الناس على تجنب الإسلام والأديان الأخرى". وحسب دراسة لمركز بيو تعود إلى العام 2015 فالإسلام هو الدين الرئيسي الوحيد الذي من المتوقع أن ينمو بوتيرة أسرع من سكان العالم ككل على مدار الثلاثين سنة المقبلة، ومع ذلك يشير شهبندر إلى أن الكثير من العراقيين يتحولون عن الله بسبب السياسيين المتدينين.

واضطر أبو سامي الذي يبلغ من العمر 52 عاما إلى الانتظار لمدة 5 سنوات لإخبار زوجته بأنه لا يؤمن بالله وكاد الأمر أن ينتهي بهما إلى الطلاق، لكنها اقتنعت في نهاية المطاف أنها لن تغير معتقداته. وتبقى مسألة الإلحاد سرا مفتوحا نسبيا لعائلة أبي سامي، فهو يتحدث عن الأمر مع أبنائه الأكبر سنا، لكن ابنه الأصغر الذي يبلغ من العمر 14 عاما لا يعلم بالأمر، لأنه قد يتحدث إلى الأصدقاء ويعرض جميع أفراد الأسرة للخطر. ويرى أبو سامي أن تصرفات ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية مثال حي على النداء المدمر للدين حيث قال: "لقد اعتدنا أن نسمع أن الإسلام هو دين السلام، لكن داعش تصرف مثل الوحوش".

رابط المقال الاصلي: اضغط هنا

Ali Al-Dabbagh لاديني عراقي تنويري ليبرالي، اسعى الى عراق أفضل يتميز بالتسامح والتعددية، حيث يمكن لجميع الأقليات الدينية والسياسية العيش دون اضطهاد في ظل دولة ديمقراطية.